الانفصال في السودان

[center]مفكرة الاسلام: تتصدر قضية التصويت على حق تقرير المصير في الجنوب مطلع العام القادم، المشهد السياسي في السودان، ففيما يقول محللون إن الوضع يسير في اتجاه انفصال الجنوب عن الشمال، أكد قيادي بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، أن الانفصال غير وارد في خيارات حزبه.
وقال عبد الرحمن الخليفة نقيب المحامين السودانيين، القيادي بحزب "المؤتمر الوطني"، إن هذا يأتي استنادًا إلى اتفاقية السلام الشامل، التي نصت على ضرورة تغليب خيار الوحدة، لكنه عاد وأشار إلى عكوف لجان الشراكة حاليًا على وضع ترتيبات ما بعد الاستفتاء.
ومن المقرر أن يجرى الاستفتاء المزمع في جنوبي السودان بحلول 9 يناير 2011، بموجب اتفاق سلام تم توقيعه بين الخرطوم والمتمردين في نيفاشا بكينيا وضع حدًا للصراع الذي امتد لأكثر من عقدين بين القوات الحكومية والمتمردين الجنوبيين السابقين
حالة صمت
وقال خليفة في ندوة حزبية إن "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، حركة التمرد السابقة في الجنوب لم تحسم خياراتها بعد تجاه قضية الوحدة، وأضاف: "الحركة ليست على قلب رجل واحد وعقلاؤها الداعمون لخط الوحدة لا يزالون في حالة صمت"، بحسب ما أورد تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" السبت.
وكان جنوبيون عبروا خلال الشهور الماضية عن مخاوفهم من عرقلة استفتاء تقرير المصير المقرر في يناير للتصويت إما بالبقاء ضمن سودان موحد أو الانفصال عنه، وبرزت في المقابل دعوات بالتعجيل بالانفصال.
وأضاف القيادي بالحزب الحاكم أن "أمر الوحدة جماعي ويهم كل الأطراف"، ودعا الحركة الشعبية لفتح المجال أمام المواطن الجنوبي ليقول رأيه حول مصيره بحرية تامة وعدم تكرار تجربة الانتخابات الأخيرة في الإقليم، التي نعتها بغير المضيئة.
وحذر الخليفة من مغبة الانفصال على الإقليم والمنطقة. وقال إن مُروّجيه منساقون وراء أهدافهم الشخصية وغير معنيين بتبعاته، لكون أسرهم مستقرة خارج البلاد في أغنى الدول الغربية.
وشهت شوارع جوبا، كبرى مدن الجنوب السوداني، الجمعة، تظاهرة شارك فيها المئات من الجنوبيين تأييدًا انفصال الجنوب عن الشمال، وإبداء الرفض تجاه أي خطط تدعو إلى تأجيل الاستفتاء عن الموعد المحدد.
اتجاه الانفصال
من جهته، اتهم محمد المعتصم حاكم، القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال، الحزب الحاكم بدفع الجنوبيين نحو الانفصال عبر تبني سياسات إقصائية وخاطئة، وقال: "الجنوب ماشي في اتجاه الانفصال نتيجة سياسات وممارسات الوطني الخاطئة".
وعن الأموال التي ضخت أخيرًا لأجل تنمية وإعمار الجنوب، أوضح حاكم أن "الوطني" يعمل على استرجاعها من خلال إسناد مشروعات التنمية لشركات ورجالات أعمال من الشمال في الوقت الذي يعج فيه الجنوب بالخبرات.
وأيد النواب السودانيون في الآونة الأخيرة تشكيل لجنة وطنية للاستفتاء، غير أنه لا يزال عليها القيام بالكثير لضمان تنظيم الاستفتاء في الفترة المقررة.
وأدى أعضاء اللجنة المسماة بـ "مفوضية الاستفتاء" اليمين في وقت سابق هذا الأسبوع. ووصف الرئيس السوداني البشير اللجنة بأنها "الأخطر والأهم في تاريخ السودان"، معتبرًا أن تقرير المصير ليس للجنوب فحسب، بل يتعلق بمصير السودان في أن يكون دولة واحدة أو أن ينقسم إلى شطرين.
ووفقا للبشير فإن الاستفتاء "يهم كل القوى السياسية في السودان سواء في الحكومة أو المعارضة"، ونبه إلى أن اتفاق السلام طالب الشريكين بالعمل سويا من أجل جعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين.
وخلال الفترة التي تسبق الاستفتاء يتعين التفاوض على مسائل محورية بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب ذي الغالبية المسيحية، مثل تقسيم الثروة النفطية، والقضايا ذات العلاقة بالمواطنة.